08 - 05 - 2025

نقطة نور| أبو عمر المصرى ..نصف دراما ونصف ثورة

نقطة نور| أبو عمر المصرى ..نصف دراما ونصف ثورة

اختفى أسم صاحب القصة عز الدين شكري فشير ! ورفع قضية مطالبا بحقوقه ،العمل يكاد يكون المسلسل الوحيد الذي تظهر فيه ملامح دراما حقيقية، تدور أحداثها فترة حكم الفاسد الأكبر مبارك، ورغم أن السيناريست مريم ناعوم تقريبا هى الوحيدة التى أكملت تعليمها الإبداعى بين كتاب السيناريو هذا العام ! الإ أن هناك ثغرات فى العمل، منها مثلا تركيز فساد مبارك فى كارثة طبيعية كزلزال 92 وآثاره، بينما ملف فساد الفترة مكتظ بمبيدات مسرطنة ،وغاز بملاليم للعدو الصهيونى، وتضخم ثروات، وتقنين للفساد، ولكن تجاهلت السيناريست كل هذا ، ثم شخصنة الصراع بين المحامى الحقوقى المناضل (الممثل أحمد عز ) وبين رجل المال الفاسد ( فتحى عبد الوهاب ) فأصبح شر المرحلة كله هو شر رجل أعمال فاسد !

ولا أدرى هل هناك الأن موانع رقابية من عرض فساد فترة مبارك دراميا ؟ كما أن القتل وتصفية الخصوم والإختفاء القسرى، والتعذيب فى السجون وغيرها من ممارسات قمعية نسبتها السيناريست لرجل المال وليس لداخلية مبارك!! فما المبرر؟ هل هو مبرر رقابى ؟ كيف ؟ وهل هذا ما كتبه صاحب الراوية عز الدين شكري فشير من نقاط الضعف الدرامى أن رجل المال الفاسد يتتبع خصمه المحامى الحقوقى ويراقبه للتسلية !! وليس للخلاص منه إنتقاما ! فما مبرر هرب المحامى لبلجيكا أذا كان رجل المال لن يتخلص منه بالقتل ؟ ...حتى عندما ينحاز المحامى للعمال فقد قدم وكأنه خدع موكله رجل المال مما أضعف من نبل الشخصية ! ثم أن السيناريست مريم ناعوم تقدم مشاهد لا علاقة لها بالواقع ، فأين يوجد وكيل النيابة الذى يترك مكتبه المكيف، ويذهب للتحقيق بطرق أبواب المنازل، ومصادقة الجماعة الحقوقية وإحتساء الشاى معهم على سطح منزل فقير!؟ أن تقديم نماذج ملائكية على هذا النحو يجب الأ تكون على حساب الواقع ومعطيات الفساد زمن مبارك، وهناك مشهد يعنف فيه أستاذا جامعيا بلجيكيا تلميذه (الممثل أحمد عز )،والحقيقة أن هذا الاسلوب لا يوجد أبدا فى جامعات أوروبا ولا حتى فى جامعة بنها)! فحرية أن تدرس او تتفوق أو تفشل متاحة هناك، ولا يوجد هذا الأسلوب الذي ربما كان متبعا قديما فى مدرسة ناهيا الابتدائية المشتركة!

آآ لم نشعر بصدمة البطل العاطفية عندما تركته حبيبته، المسلسل يبدو وكأنه قام بعملية رقابة ذاتية فأختزل ما كان يجب ان يقال ،ورغم ذلك وياللعجب يعتبر من أفضل الأعمال الدرامية المقدمة، وسط طوفان من موضوعات مكررة ومستهلكة ومسلسلات تأخذك لأجواء من الخرافات والخزعبلات والأحلام ،والعنف بكل أشكاله ،وأعمال دعائية ممجوجة ، أبو عمر المصرى الذي يرصد (بخلل ) أجواء ما قبل ثورة يناير ،هو عمل يشبه ثورة يناير نفسها فى كونه نصف دراما ، تعادل نصف ثورة ،وأنصاف الثورات والمسلسلات هى أكفان للشعوب .

------------

المقال منشور في العدد الأسبوعي من المشهد (عدد 29 - 5 -2018)

آ 

مقالات اخرى للكاتب

نقطة نور| عذابات اليمانى السيزيفة النازفة